كان قاسى القلب عندما يمر على قوما يرتجفون خوفا منه لم يرحم ابنته الصغيرة ووأدها كعادة قومه فى ذلك الوقت كيف لهذا الشخص ان يصبح عمر بن الخطاب البكاء الذى ظهر اثر دموعه على وجهه وقال فيه ابى بكر الصديق رضى الله عنه ياليتنى شعره فى صدر عمر بن الخطاب
كانت مغرورة معتزة بنفسها عندما قتل حمزة بن عبد المطلب والدها واخاها دبرت لقتله ولم تكتفى بهذا بل لاكت كبده ماهذه القسوة التى كانت فى قلبهاكيف اصبحت هند بنت عتبه ام لخليفه المسلمين وواحد من كتاب الوحى
شارك هند بنت عتبه فى قتل حمزة بن عبد المطلب رضى الله عنه كيف له ان يقتل راس الفتنه مسليمه الكداب انه وحشى كيف تغير
كان مزهوا بنفسه يحب لبس الحرير والديباج وكل ماهو ثمين كان اجمل شباب قريش انه مصعب بن عمير كيف اصبح يوم ااستشهادة لا يستر ملابسه جسدة اذا غطوا وجهه كشفت ساقه واذا غطوا ساقه كشفت وجهه كيف اصبح يلبس هذه الملابس الخشنه المهلهله
كان من بيت كسرى وكان يعيش مرفهه منعم انه سليمان الفارسى كيف ارتضى ان يعمل اجير عند صاحب مزرعه انه يبحث عن الحقيقه يبحث عن الدين الحق كيف اصبح من ال البيت
كيف لهذه البيئه الجاهليه التى انتشر فيها كل انواع الفواحش والموبقات كيف لهؤلاء الذى يشربون الخمر ويزنون ويمارسون كل انواع الفجور كيف اصبحوا ملائكين كيف اصبحوا هؤلاء الابطال الورعين الزاهدين كيف اصبحوا من اهل الجنه
تسالت كثيرا ما ذا غير هؤلاء ماذا حدث لهم حتى يتغيروا من الصورة الشيطانيه الى الصورة الملائكيه كيف اصبح المغرور متواضعا وكيف اصبح القاسى القلب به رقة ورحمه
هل يمكن للنفس ان تتغير للنقيض بسهوله هكذا
يقول الدكتور مصطفى محمود : لا يرى علم النفس امكانا لتبديل النفس او تغيريها جوهريا لان النفس تاخذ شكلها النهائى فى السنوات الخمس الاولى من الطفولة ولا يبقى للطبيب النفسى دور سوى اخراج المكبوت فيها الى الوعى او فتح نوافذ للتنفيس والتعبير وتخفيف الغليان الداخلى وبهدف الوصول الى ذلك يلجأ الطبيب النفسى الى العلاج بالتنويم المغناطيسى او بالايحاء او بغيرها من العلاجات
وكل هذه الصور من العلاج اشبه بعلاج السرطان بالمراهم او المسكنات لانها لا تحاول ان تغير من النفس شيئا فكلها تقبل وجود الورم النفسى على حاله ثم تقول للمريض اصرخ او تأوة او ارقص او غنى لتنفس عن الامك او تضع يده على الورم وتقول له هنا ورم وهذا كل جهدهم
ام الدين فيقول بامكانيه تبديل النفس وتغيريها جوهريا ويقول بامكانيه اخراجها من ظلمه البهيميه الى انوار الحضرة الالهيه ومن حضيض الشهوات الى ذروة الكمالات الخلقية وذلك بالرياضه والمجاهدة ويكون ذلك على مراحل
اولاها : تخليه النفس من عاداتها المذمومه وذلك بالاعتراف بالذنوب والعيوب واخراج هذه العيوب الى النور كما قال سيدنا موسى لربه بعد قتل المصرى خطأ( رب انى ظلمت نفسى فاغفر لى فغفر له)0
وكما نادى يونس فى الظلمات ( لا اله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين)0
والمرحله الثانيه: هى التوبة وقطع الصلة بالماضى والندم على مافات ومراقبة النفس فيما يستجد من امور ومحاسبتها على الفعل والخاطر
والمرحلة الثالثه: هى مجاهدة الميول النفسيه المريضة بأضدادها وذلك برياضة النفس الشحيحه على الانفاق واكراه النفس الشهوانيه على التعفف ودفع النفس الانانيه الى البذل والتضحية وحث النفس المختالة المزهوة على التواضع والانكسار واستنهاض النفس الكسولة الى العمل وبمعالجة الضد بالضد تصل النفس الى الوسط العدل وهو صراط الحكمه وهو حظ الكاملين من البشر
ولا تنجح هذه الرياضه دون طلب المدد والعون من الله ودون الصلاة والخشوع والخضوع والفناء فى محبة الله ركوعا وسجودا فى توحيد كامل ( وتوحيد الله لا يكون الا بطاعته الكاملة والاسترسال معه لا تريد لنفسك الا مايريد لك ربك ولا تطلب لنفسك الا ما يطلبه هو لك)0
وهنا تحدث المعجزة فيتبدل القلق الى سكينه والفزع الى طمأنينه والخسة الشهوانيه الى عفة وطهارة والنواقص النفسيه الى كمالات
وذروة العلاج النفسى فى الاسلام هى (الذكر) ذكر الله بالقلب واللسان والجوارح والسلوك والعمل واستشعار الحضرة الالهية على الدوام وطوال الوقت فى كل قول وفعل وفى الذكر شفاء ووقاية وامن وطمأنينه لان الذكر يعيد الصلة المقطوعة بين العبد والرب ويربط النفس بمنبعها ويرد الصنعه الى صانعها حيث هو الاعلم بيعيوبها والاقدر على علاجها قال تعالى( ادعونى استجب لكم)0
( واذكرونى اذكركم)
فيعود النور ليغمر ظلام النفس ويحل العمار مكان الخراب وتتجلى الكمالات الصفاتيه الالهية على قلب العبد الخاشع وبينما يرى فرويد الطيبة تخاذلا وسلبيه وينصح مريضه قائلا( كل والا فانت مأكول) بينما يرى الدين ان الطيبة قوة ايجابية ويأمر بالصفح
(فاعفو واصفح) (فاصفح الصفح الجميل) (وان تعفوا اقرب للتقوى)
وبينما يختار فرويد من الاعمال ما يساعد على تفريغ وتنفيس الغليان النفسى نشترط نحن العمل الصالح
ويرى الدين ان قمع الشهوات هو شاهد على سلامة النفس واقتدارها وان الاحساس بالذنب علامة صحة وان التوبة موقف ادراك والندم موقف علم تدل جميعها على فطرة سوية ادركت الله وعرفت انه دائما الحق والعدل والخير
ولا يرى الدين ان النفس محض رغبة وفجور بل يصفها بانها قابله للفجور وقابله للتقوى وان الله الهمها فجورها وتقواها معا فهى تستطيع ان ترتقى فى معراج نوارنى نحو الله او ان تتهابط سفليا فى درك الشهوات وهى فى ذلك مخيرة وكل انسان يتصرف على شاكلته ( قل كل يعمل على شاكلته )0
ليس مستحيلا ان نتغير لا يجب ان يدخل القنوط واليأس الى نفوسنا نستطيع ان نتغير ونكون افضل مما نحن فيه لا نسئ الظن ابدا بأى مسلم موحد بالله ان الله قادر ان يغير حالا بحال فلنستعن بالله ونقرأ القران بقلوبنا ولنتدبرة ولنسأل الله التوفيق ان يغير حالنا
هذا كات ستيفنز ( يوسف اسلام) من ملحد ومغنى روك الى داعيه اسلامى وغيرة الكثير لا نقول لا استطيع ان اتغير او اغير عاداتى لا استطيع ان اعطى لا استطيع ان ابطل تتدخين لا استطيع ان اتحجب لن استطيع ان اغض بصرى بل كلنا نستطيع ولنا عبرة فى قصص السابقين من سبقونا الى التغير واصبح راعاه امم بعد ان كانوا رعاه غنم
فلنستعن بالله ونطلب المدد
اللهم الهمنا رشدنا وقنا شر انفسنا اللهم اهدنا صراطك المستقيم اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك
اللهم اميين