Saturday, July 17, 2010

نعمه الابتلاء


الابتلاء كلمه صعبه على النفس وكل انسان يخاف من هذه الكلمه ولكن الانسان القريب من الله والذى يحب الله وقلبه معلق بالله وحدة وليس تعلقه بالدنيا تستوى عندة هذه الكلمه مع كلمه النعمه لانه يعلم ان الدنيا دى الى فناء والايام دول يعنى النهاردة يوم حلو بكرة الله عالم بيه هايكون حلو ولا لا اى انسان يحب شخص اخر لازم يختبر محبته له اليس الله سبحانه وتعالى اولى انه يختبر حبنا له اليس اولى بمعرفه المخلصين له هل طول ما احنا فى نعمه يبقى ربنا حلو وبنحبه واذا تغير الحال لشئ غير محبوب نظهر السخط وعدم الرضا ان الابتلاء دة
نعمه والمفروض نحمد ربنا عليه قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم(ان الله ليحمى عبدة المؤمن من الدنيا وهو يحبه كما يحمى احدكم مريضه) ان الله تعالى لم يخلق شئ الا وفيه حكمه ولا خلق شيئا الا وفيه نعمه اما على المبتلى او على غير المبتلى فاذن كل حاله لا توصف على انها بلاء مطلق ولا نعمه مطلقه وفى كل فقر ومرض وخوف وبلاء فى الدنيا اربعه امور ينبغى ان يفرح الغافل بها ويشكر الله عليها
اولا ان كل مصيبه ومرض هناك مصائب اكبر وان مقدورات الله تعالى لا تتناهى فلو ضعفها الله تعالى وزادها ماذا كان يردة و يحجزة فليشكر انها لم تكن اعظم منها فى الدنيا

ثانيا انه كان يمكن ان تكون مصيبته فى دينه قال سيدنا عمر رضى الله عنه ما ابتليت ببلاء الا كان لله تعالى على فيه اربع نعم انها لم تكن فى دينى وانها لم تكن اكبر من ذلك وانى لم احرم الرضا بها وانى ارجو الثواب عليها

اى انسان يصاب باى ابتلاء الا يجب ان يتامل حق التأمل فى سؤ ادبه ظاهرا وباطنا فى حق مولاه لرأى انه يستحق اكثر مما اصيب عاجلا او اجلا هناك من يقول كيف نفرح بالبلاء ونرى جماعه ممن زادت معصيتهم على معصيتى ولم يصابوا بما اصبت به حتى الكفار فاعلم ان الكافر قد خبئ له ما هو اكثر وانما امهل حتى يستكثر من الاثم ويطول عليه العقاب كما قال تعالى (انما نملى لهم ليزدادوا اثما)واما المعاصى فمن اين تعلم ان فى العالم من هو اعصى منك ورب خاطر بسؤ ادب فى حق الله تعالى وفى صفاته اعظم من شرب الخمر والزنا لذلك قال تعالى ( وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم) فمن اين تعلم ان غيرك اعصى منك ثم لعله قد اخرت عقوبته الى الاخرة وعجلت عقوبتك فى الدنيا فلم لا تشكر الله تعالى على ذلك لانها كانت فى الدنيا وليست مؤجله للاخرة قال صلى الله عليه وسلم(ان العبد اذا اذنب ذنبا فاصابته شدة او بلاء فالله اكرم من ان يعذبه ثانيا) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم

ثالث انا هذه المصيبه كانت مكتوبه عليه فى ام الكتاب وكان لابد من وصولها اليه وقد وصلت ووقع الفراغ واستراح من بعضها او من جميعها فهىنعمه
رابعا ان ثوابها اكثر منها فان مصائب الدنيا طريق الى الاخرة من وجهين احيانا تكون النعمه سبب لفساد العبد ومنعها عنه سببا لصلاحه الوجه الثانى ان راس الخطايا حب الدنيا وراس اسباب النجاة التجافى بالقلب عن دار الغرور واذا كثرت عليه المصائب انزعج قلبه عن الدنيا ولم يسكن اليها ولم يانس بها وصارت سجنا عليه وكانت نجاته منها غايه اللذه كالخلاص من السجن ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( الدنيا سجن المؤمن) ومن لايؤمن بان ثواب المصيبه اكبر من المصيبه لم يتصور منه الشكر على المصيبه
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(من يرد الله به خيرا يصب منه)وقال ايضا محدثا عن الله تعالى (اذا وجهت الى عبد من عبادى مصيبه فى بدنه او ماله او ولدة ثم استقبل ذلك بصبر جميل استحييت منه يوم القيامه ان انصب له ميزانا او انشر له ديوانا) وقال صلى الله عليه وسلم( ان الرجل لتكون له الدرجه عند الله تعالى لا يبلغها بعمل حتى يبتلى ببلاء فى جسمه فيبلغها بذلك)قال ايضا صلى الله عليه وسلم( اذا اراد الله تعالى بعبد خيرا واراد ان يصافيه صب عليه البلاء صبا وثجه عليه ثجا فاذا دعاه قالت الملائكه صوت معروف وان دعاه ثانيا فقال يارب قال الله تعالى لبيك وسعديك لا تسالنى شيئا الا اعطيتك او دفعت عنك ما هو خير وادخرت لك عندى ماهو افضل منه فاذا كان يوم القيامه جئ باهل الاعمال فوفوا اعمالهم بالميزان اهل الصلاة والصيام والصدقه والحج ثم يؤتى باهل البلاء فلاينصب لهم ميزان ولا ينشر لهم ديوان يصب عليهم الاجر صبا كما كان يصب عليهم البلاء صبا فيود اهل العافيه فى الدنيا لو انهم كانت تقرض
اجسادهم بالقاريض لما يرون مايذهب به اهل البلاء من الثواب) وذلك كما فى قوله تعالى ( انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب) عن ابن عباس رضى الله عنهما انه نعى اليه ابنه له فاسترجع وقال عورة سترها الله تعالى ومؤنه كفاها الله واجر ساقه الله تعالى ثم نزل وصلى ركعتين ثم قال قد صنعنا ما امر الله تعالى
( واستعينوا بالصبر والصلاة)
وقا ل الفضيل ان الله عز وجل ليتعاهد عبدة المؤمن بالبلاء كما يتعاهد الرجل اهله بالخير فيجب علينا عند نزول البلاء التسليم والرضا لان امر الله نافذ فلماذا لا ناخذ الثواب للرضا بقضاء الله ان الرضى يثمر سرور القلب بالقدور فى جميع الامور وطيب النفس وسكونها فى كل حال وطمأنينه القلب عند كل مفزع من امور الدنيا وبرد القناعه وفرحه العبد بقسمه ربه وفرحه بقيام مولاه عليه واستسلامه لمولاه فى كل شئ ورضاه منه بما يجريه عليه وتسليمه له واعتقاد حسن تدبيرة وكما ل حكمته ويذهب عنه شكوى ربه الى غيرة قال عمر رضى الله عنه ما ابالى على اى حال اصبحت وامسيت من شدة او رخاء
كان عمران بن حصين رضى الله عنه استسقى بطنه فبقى ملقى على ظهرة مدة طويله لا يقوم ولا يقعد وقد نقب له فى سريره موضع قضاء حاجته فدخل عليه صديقه فجعل يبكى لما راى حاله فقال له عمران لم تبكى فقال لانى اراك على هذه الحال الفظيعه قال لاتبك فان مايحبه الله لى هو احب الى وقد اخبرك بشئ لعل الله ان ينفعك به واكتم على حتى اموت ان الملائكه تزورنى فانس بها وتسلم على فاسمع تسليمها

وكان سعد بن وقاص رضى الله عنه مستجاب الدعوة وكانت الناس تذهب اليه ليدعو لهم وقد كف بصرة فقال له الناس فلو دعوت الله ان يرد عليك بصرك فقال قضاء الله احب الى من بصرى

قال الله تعالى( ام حسبتم ان تتدخلوا الجنه ولما ياتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين امنوا معه متى نصر الله الا ان نصر الله قريب) سورة البقرة. وقال تعالى (ان يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الايام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين امنوا منكم ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين وليمحص الذين امنوا ويمحق الكافرين ام حسبتم ان تتدخلوا الجنه ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين) سورة المائدة (ولقد ارسلنا الى امم من قبلك فاخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون)سورة الانعام

قال تعالى (احسب الناس ان يتركوا ان يقولوا امنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين) صدق الله العظيم فعلا البلاء نعمه كبيرة اذا نزل ولكن لا نتمناه ومن نعم البلاء ايضا انه كما يمحص المؤمنين ويتم فرز المؤمن الحق من المؤمن مدعى الايمان انه ايضا يمحص من حولك الذين كنت تعتقدهم احبابك او اقرب الناس اليك ولكنهم وقت شدتك تخلوا عنك ويظهر هنا المخلصين حقا لك ومن يستحقون ثقتك واهتمامك ومن يستحقون القرب منك
يارب لك الحمد على كل قضائك ونسألك الرضا به
وارزقنا حبك وحب من احبك وحب كل عمل يقربنا الى حبك

المصادر كتاب احياء علوم الدين ومدارج السالكين
هذا البوست قديم من 5 مارس 2007 قبل وفاة والدى رحمه الله عليه باسبوع
اعيد نشرة لانى اعتز به كثيرا