Monday, January 26, 2009

ليس مستحيلا


بدأت حياتي ضائعا سكيراً عاصيا .. أظلم الناس وآكل الحقوق .. آكل الربا .. أضرب
الناس .
افعل المظالم .. لا توجد معصية إلا وارتكبتها .. شديد الفجور ..
يتحاشاني الناس من معصيتي
في يوم من الأيام .. اشتقت أن أتزوج ويكون عندي طفله .. فتزوجت وأنجبت طفله
سميتها فاطمة .. أحببتها حباً شديدا .. وكلما كبرت فاطمة زاد الإيمان في قلبي
وقلت المعصية في قلبي .. ولربما رأتني فاطمة أمسك كأسا من الخمر ... فاقتربت مني فأزاحته وهي لم تكمل السنتين .. وكأن الله يجعلها
تفعل ذلك .... وكلما كبرت فاطمة كلما زاد الإيمان في قلبي .. وكلما اقتربت من
الله خطوه .... وكلما ابتعدت شيئا فشيئاً عن المعاصي .. حتى اكتمل سن فاطمة 3 سنوات
فلما أكملت .... الــ 3 سنوات ماتت فاطمة


فانقلبت أسوأ مما كنت .. ولم يكن عندي الصبر الذي عند المؤمنين ما يقويني على
البلاء . . فعدت أسوا مما كنت .. وتلاعب بي الشيطان .. حتى جاء يوما

فقال لي شيطاني :

لتسكرن اليوم سكرة ما سكرت مثلها من قبل !!
فعزمت أن أسكر وعزمت أن أشرب الخمر وظللت طوال الليل أشرب وأشرب وأشرب
فرأيتني تتقاذفني الأحلام .. حتى رأيت تلك الرؤيا
رأيتني يوم القيامة وقد أظلمت الشمس . . وتحولت البحار إلى نار.. وزلزلت الأرض ... واجتمع الناس إلى يوم ألقيامه .. والناس أفواج .. وأفواج .. وأنا بين الناس
وأسمع المنادي ينادي فلان ابن فلان .. هلم للعرض على الجبار

فأرى فلان هذا وقد تحول وجهه إلى سواد شديد من شده الخوف
حتى سمعت المنادي ينادي باسمي .. هلم للعرض على الجبار

فاختفى البشر من حولي (هذا في الرؤية) وكأن لا أحد في أرض المحشر .. ثم رأيت
ثعبانا عظيماً شديداً قويا يجري نحوي فاتحا فمه. فجريت أنا من شده الخوف
فوجدت رجلاً عجوزاً ضعيفاًً .....
فقلت :

آه: أنقذني من هذا الثعبان

فقال لي .. يابني أنا ضعيف لا أستطيع ولكن إجر في هذه الناحية لعلك تنجو ...
فجريت حيث أشار لي والثعبان خلفي ووجدت النار تلقاء وجهي ..
فقلت: أأهرب من الثعبان لأسقط في النار
فعدت مسرعا أجري والثعبان يقترب
فعدت للرجل الضعيف وقلت له: بالله عليك أنجدني أنقذني .. فبكى رأفة بحالي .. وقال: أنا ضعيف كما ترى لا أستطيع فعل شيء ولكن إجر تجاه ذلك الجبل لعلك تنجو
فجريت للجبل والثعبان سيخطفني فرأيت على الجبل أطفالا صغاراً فسمعت الأطفال
كلهم يصرخون: يا فاطمه أدركي أباك أدركي أباك يقول ::
فعلمت أنها ابنتي .. ويقول ففرحت أن لي ابنة ماتت وعمرها 3 سنوات تنجدني من ذلك الموقف
فأخذتني بيدها اليمنى ودفعت الثعبان بيدها اليسرى وأنا كالميت من شده
الخوف

ثم جلست في حجري كما كانت تجلس في الدنيا
وقالت لي يا أبت ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله
يا بنيتي .... أخبريني عن هذا الثعبان !!
قالت هذا عملك السيئ أنت كبرته ونميته حتى كاد أن يأكلك .. أما عرفت يا أبي أن الأعمال في الدنيا تعود مجسمة يوم ألقيامه..؟ يقول:وذلك الرجل الضعيف: قالت ذلك العمل الصالح .. أنت أضعفته وأوهنته حتى بكى لحالك لا يستطيع أن يفعل لحالك شيئاً ولولا انك أنجبتني ولولا أني مت صغيره ما كان هناك شئ ينفعك

فاستيقظت من نومي وأنا أصرخ: قد آن يارب.. قد آن يارب, نعم

ألم يان للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله

واغتسلت وخرجت لصلاه الفجر أريد التو به والعودة إلى الله

دخلت المسجد فإذا بالإمام يقرأ نفس الآية

ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله
اتدرون من صاحب القصه
ذلك هو مالك بن دينار من أئمة التابعين واصبح يذكر فى كل كتب الفقه وكتب الرقائق


هو الذي اشتهر عنه أنه كان يبكي طول الليل . ....... ويقول
إلهي أنت وحدك الذي يعلم ساكن الجنة من ساكن النار، فأي الرجلين أنا
اللهم اجعلني من سكان الجنة ولا تجعلني من سكان النار

وتاب مالك بن دينار واشتهر عنه أنه كان يقف كل يوم عند باب المسجد ينادي ويقول
أيها العبد العاصي عد إلى مولاك
أيها العبد الغافل عد إلى مولاك
أيها العبد الهارب عد إلى مولاك
مولاك يناديك بالليل والنهار
يقول لك
من تقرب مني شبراً تقربت إليه ذراعاً،
ومن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعاً،
ومن أتاني يمشي أتيته هرولة

فى موكب سيدنا يوسف عندما اصبح عزيز مصر وقفت امرأة العزيز تشاهد الموكب وقالت سبحان من جعل العبيد ملوكا بطاعتهم وجعل الملوك عبيدا بمعصيتهم
طريق التوبه ليس مستحيلا وباب الله لايغلق فى وجهه احد فلماذااليأس من رحمه الله ولماذا نأخر التوبة
طالما اننا نريد ان ينصرنا الله
ان تنصروا الله ينصركم
أسألك تبارك وتعالى أن ترزقنا التوبه

لا إله إلا أنت سبحانك انى كنت من الظالمين

18 comments:

روح said...

جزاكي الله خيرا
ياغالية علي حسن الطرح
جعله الله في مزان حسناتك
وجعلك سببا لهداية غيرك
تحياتي
احبك في الله

david santos said...

Thank you!!!!!!!!!!

محمد said...

اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين والمسلمات

جزاك الله خيرا

romansy said...

لعلنا نعرف ما نتاج اعملنا
ونكبرها بالخير
والاعمال الصالحه


جزاكى الله خيرا

ولعلنا نكون مثل مالك بن دينار

الفقيرة إلى الله أم البنات said...

جزاك الله خيرا"
فذكر ان الذكرى تنفع المؤمنين
سبحان الله
قرأت اكثر من بوست فى خلال يومين وكلما قرأت بوست اجد تذكرة لى
اسأل الله ان تكون رسائل لتنصحنى وتذكرنى
جعلك الله من اصحاب التذكرة

موناليزا said...

الله عليكى
ربنا يكرمك ويجازيكى كل الخير
تعرفى رغم قراءاتى السابقة لها الا انها تجذبنى دائما لقراءتها
اختيار موفق جدا

mohamed ghalia said...

رحم الله مالك بن دينار
اللهم ارزقنا التوبة لنتوب
جزاكى الله خيرا على التذكرة
دمتى بكل الود
فى حفظ الله

ستيتة said...

احب الصالحين ولست منهم لعلي ان انال بهم شفاعة
واكره من تجارته المعاصي ولو كنا سواءا في البضاعة
تحياتي بوست جميل قرأت القصة سابقا ولو قرأتها الف مرة ماارتويت

كلنا مقاومة said...

السلام عليكم

لا يوجد وقت أنسب من وقتنا الحالي لكي نردد تلك الآية الكريمة

أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (16)

صدق الله العظيم

فمن لم يدرك اللحظة فقد فاتته الفرصة الأخيرة

هو ليس مستحيلا أبدا ولكن هن يغتنم الفرصة ؟؟؟؟!!!!

وردة said...

اول مرة اعرف تلك القصة
بجد هي مثال رائع للتوبة النصوح التي لا حدود لها
واكبر دليل انه اذا احب الله عبدا اراده اللي جواره مهما كبر او عظم ذنبه
اكرمنا الله واياكم بالتوبة
عرضك للقصة اكثر من رائع
جزاكي الله خير

مـحـمـد مـفـيـد said...

توبه مالك بن دينار
من اروع قصص التوبه في السلق الصالح

مجدي أبو المجد said...

رفقة عمرو مازلت تتمسكين بالجانب الدعوي دون الجانب الاجتماعي راجعي مقالاتك القديمة

منى said...

سبحان الهادى فى علاه
قد ضاع الامل لولاه
فهو ينتظر العاصى
والمؤمن ما له الاه

اما ان للذين امنوا ان تخشع قلوبهم

بل ان يا رب

سلمتى يا رفقه
يبدو انها قصه شهيره لكنى اول مره اقراها واذوب معها
كل التحيه والحب

Jana said...

ذكرتينى يا رفقة بأول مرة سمعت فيها هذه القصة ..
وكان والدى رحمة الله عليه هو من اتى بشريط الكاسيت ..وسمعتها كاملة وانا استند الى كتف أبى

كلما دخلت مدونتك ..فتحتى علىّ بابا من الذكريات

أسعدك الله يا رفقة
ورزقنا لسانا لا ينقطع عن الاستغفار

Tamer Diab said...

القصة دي أول مره سمعتها كنت في درس للأستاذ عمرو خالد
وأصابنا هيستريا البكاء هذا اليوم
ربنا يكرمك
وتقبلي زيارتي

فراشة said...

جزاكى الله خيرا
انا قرأت القصة قبل كده بس
انتى ذكرتينى بها مرة ثانية ربنا يباركلك ويهدينا جميعا

Anonymous said...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اختى فى الله رفقة عمر
كيف احوالك وعامله ايه الحياه معاكى
اسال الله ان تكونى انت واسرتك فى احسن حال

حضرة لاسلم عليك واشكرك على السؤال عنى

واقل لكى انى بخير وساكتب فى اقرب وقت

وساعود لاعلق على ما كتبتى اختى العزيزة

رفقة عمر said...

زوارى الكرام

روح الجميله
مستر ديفيد سانتوس

استاذ وضاح

استاذ رومانسى

امنا الكريمه ام البنات

موناليزا

استاذ محمد غاليه


استاذه ستيته

كلنا مقاومه


وردة


استاذ محمد مفيد

جانا

صرخه حق

منى

استاذ تامر دياب

اختنا الكريمه ام الابناء

اسعدنى مروركم جميعا وتواصلكم معى
ودايما يشرفنى تعلقاتكم الجميله
جزاكم الله خيرا كثيرا