Friday, March 12, 2010

بعد مرور 3 سنوات


كنت مترددة اكتب هذا البوست ولكن لا استطيع ان تمر ذكرى والدى ولا اكتب عنها توف والدى رحمه الله عليه يوم 12 مارس 2007 وعيد ميلادة 14 مارس حبيت اتكلم ان خلال فترة الثلاث سنوات تغيرت فيها كثيرا

واستوعبت حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم اخشوشنوا فان النعم لا تتدوم

فى وجود والدى لم اكن اشعر باى شئ يفعله كنت اجد ما اريد مجرد التفكير فيه كانت حياتى عبارة عن صديقاتى الخروج معهم والشوبنج والنت وكنت احب القراءه كثيرا وحضور دروس العلم فى الجامع مع صديقاتى لا اعلم من الحياة اى شئ كان والدى يحجبنا على العالم الخارجى لا يحب لنا الاهانه لانه كان والدى اب ديمقراطى حنون جداااااا لم يفرض على اى احد منا اى شئ ولا دراسه معينه ولا حتى فى امر الزواج فرض على احد منا انا واخواتى رايه ولكن فى مساله الاخلاق والتفوق فى الدراسه كان والدى ليس عنده تفاهم فى هذه الامور


كان والدى يعمل لنا كل شئ كانت مامتى تقول له انك تتدلع اولادك كثيرا كده مش هايقدروا يواجهوا الدنيا يرد عليها طول ما انا عايش لا اريد اى احد من اولادى يتبهدل فى هذه الدنيا بعد ما اموت يبقى ربنا يتولاهم

بدأت رفقة او مرحلة التغير او بمعنى اصح مواجهه الدنيا عندما توفت اختها فجأة قبل والدها بشهرين حزنت على اختها ولكن خوفها على والدها شديد رات رؤيه ان والدها سيلحق باختها بعدها باربعين يوم بدات لا تنام وكانت كل ما تفعله مراقبه والدها


حتى جاء ما كانت تخشاها مرض والدها المفاجئ وانتقاله الى العنايه المركزة كانت وحدها مع والدتها حيث ان اخواتها الرجال يقيمون فى مدينه اخرى فجأة ولاول مرة تشعر انها مسئولة ان تتابع مع الدكاترة حاله والدها وان تهدئ من روع امها لم تعلم كيف جائتها القدرة على تحمل ذلك كانت كل امالها ان تخفف عن والدها الالام التى لا يتحملها كان احيانا يطلب ادويه ليست موجودة فى المستشفى ويكون الوقت بعد منتصف الليل كانت تخرج تبحث عن الدواء حتى تعثر عليه

وترجو الله ان يكون الشفاء فى هذا الدواء هى تعلم انها النهايه لكنها مازالت تحمل الامل بداخلها ترى والدها ينهار مثل الجبل

التف حول والده اكثر من 8 دكاترة محاوله منهم لابقاء حياته ولكن انما يدرككم الموت ولو كنتم فى بروجا مشيده


دخل والدها فى غيبوبه واعتقد الدكاترة انه نائم ابلغت اخواتها ان والدهم فى مرحله النهايه جاء اخواتها سهروا جميعا بجوار والدهم


لم يناموا وانتظروا ان يستقظ والدهم لم يستيقظ لم يستطع اخوتها فعل شئ ذهبت هى للدكتور وقالت له والد فى غيوبه لا يستيقظ جاء الدكتور واكتشف انه فى غيبوبه وبدا فى محاوله استعادة وعى والدها وفعلا بدا يستيجب ولكنه لم يفتح عينيه ولكن كانت تنزل من عينيه دموع

كانت تتسال لماذا تبكى ياوالدى ماذا تشعر وبعد صلاة العصر فتح عينيه لاخر مرة وفاضت روحه الطاهرة الى بارئها

خرجت رفقه وجلست بعيد تذكرت حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الصبر عند الصدمه الاولى فقالت ان لله وان اليه راجعون

لم تبكى وكانت كل الذى يشغل تفكيرها ان يدفن والدها سريعا ولا يبات فى الثلاجه وان يتم تغسيله رجال على صلاح وعلى السنه

تذكرت انها رات على جدران المستشفى جميعه لتغسيل وتكفين الميت على السنه اتصلت عليهم وكان اذان المغرب يؤذن قالت لهم اريد ان يتم تغسيل ابى والصلاة عليه فى صلاة العشاء فاستجابوا سريعا وجاوءا وتم بفضل الله اللحاق بصلاة العشاء حتى يكون هناك عدد من المصلين وتم الدفن سريعا علمت بعد ذلك ان الناس كانت تخشى عليها لانها لم تبكى ولكنها انهارت بعد مراسم الدفن

ولم تحضر العزاء لانها كانت ليست هى لم تعلم حتى الان كيف فعلت كل ذلك وحدها هو توفيق من ربنا وحده
تتفكروا حد يرى والده وهو يحتضر امامه ويرى لحظات الاحتضار لحظه بلحظه كيف يكون حالها بعد ذلك

واعتقدت ان هذا اخر ما ستتحمله وستعود لحياتها

ولكن مرضت والدتها وفجأة وجدت نفسها مسئوله عن بيت لا تعلم اى شئ لا تعلم ماهو المطلوب للبيت

تذكرت ان والدها قبل ان يتوفى كان دائما يعلمها وكانت تتذمر وتقول له ياوالدى انا مالى بكل دة

يقول لها علشان لو مت تعرفى مكان اوراقى وتعرفى انا باجيب دة منين ودة منين وبدا يعلمها الاشياء التى يعملها ازاى تصلح اى شئ باظ فى البيت الاوراق المهمه الخاصه به وباخواتها كان كل شئ جديد عليها حظها انها اخر العنقود ولم تتزوج بعد فى حياةوالدها رحمه الله عليه

ولكنها مع انها تعلمت المسئوليه كانت اول مواجهه لها مع كل هذه الامور تبكى حتى اصبحت الان اقوى فى هذه الامور وبدات تكتسب خبره رويدا رويدا ولكنها اصبحت تفتقد احساس الامان والحنان

اصبحت تخاف من كل شئ لا تريد ان تنجرح لانها لا تتحمل جرح

ولكن مع المحن تاتى المنح لم ينساها ربها لانهاوكلته فى جميع امورها وسلمت امرها اليه فاعطها الله اكثر ما كانت تتمنى
وتتمنى ان تكون على قدر ما وهبها الله وتتمنى ان تحافظ عليه وتكون جديره بحمل كتاب ربها فهى مسئوليه كبيره جدا على وحده مثلها واعطاها صحبه تساعدها دائما على فعل الخير الحمدلله
يلومونها انها تغيرت اصبحت تنتقى من تتعامل معهم انها اصبحت حساسه اكتر مما كانت حساسه فهل بعد كل ما راته تلومونها وخصوصا هذا اول احتكاك بها مباشرة بالعالم الخارجى كانت تتعامل مع العالم الخارجى من خلال والدها ووالدتها

الان تترحم على والدها كثيراوتعلم انها لم توفيه حقه فى حياته فتتمنى ان تعوض تقصيرها معه

اصبحت الان تتمنى ان تعيش فى سلام بعيد عن ضجيج هذا العالم الخارجى وضخبه ولهثه على المادة حتى تلقى ربها وهو راضا عنها
بتحاول تتعلم تكون قويه فلعلها تفلح
الحمدلله على كل حال



لم اكتب هذا البوست لاجدد الاحزان ولكن حتى تحمدوا الله على نعمه الكثيره لانكم لا تعلمون ماذا سيحدث غدا


وايضا لاشكر والدى على كل ما فعله معنا

كم افتقده كثيرا

رحمه الله رحمه واسعه واسكنه الفردوس الاعلى

اللهم امين