كانا يتمشيان على النيل والشمس تغيب فى الافق والنسيم يداعب الشجر قال لها وهو ينظر اليها فى حب
اتعرفين ماذا تحت قدمك الان ؟
قالت- ماذا تعنى
قال- ااتعرفين على اى شئ تقفين
ان تحت قدمك الصغيرة هذه اربع مدن وثماني عصور وثمان حضارات وسبعة الاف عام من التاريخ هل تصدقين ان تحت قدمك عصرا رومانيا وعصرا فاطميا وعصرا مملوكيا وعصرا تركيا وعصرا قبطيا وعصرا اسلاميا وعصر فرعونيا وعصرا حجريا أكاد أرى اسمع صهيل الخيل وجلجلة السلاح وأكاد أرى الدم يسيل والناس تختصم وتتصارع وتتحارب وتتزوج وتتاجر وتهاجر وأكاد أرى الدموع تلمع على خدود ما تلبث أن تغدو ترابا وأكاد ارى نظرات الغرور ما تلبث ان تأكلها الديدان والمنتصر يرقد الى جوار المهزوم والقاتل يتمدد الى جوار قتيلة والهاجر الغادر ما يلبث ان يسحب عليه ستار الهجر فيغدو مهجورا هو الاخر لا حس ولا اثر ولا خبر اين ذهب الغضب اين ذهب الجنون اين رقد اليأس اين نامت الفتن ماذا بقى من هذه النيران المشتعلة فى الصدور
قالت الفتاة: وهى ساهمة تنظر الى التراب تحت قدميها
ترى هل يبقى شئ من حبنا ام اننا ماضون نحن ايضا الى لا شئ
وضحكت وقالت فى عصر السرعة الذى نعيش فيه يكاد يكون الحب قميصا يرتدية الرجل لمدى لبسة واحدة ثم بعد ذلك تتغير الموضة
قال هل هذا رأيك
قالت هذا حال اكثر الناس
قال وهل نحن من اكثر الناس
قالت كل الذين تحت قدميك قد اقسموا وهم يبكون ان ما بينهما كان شيئا خاصا نادرا ليس له مثيل
قال الم يصدق بعضهم بعضا
قالت نعم اقل القليل الذين استودعوا عند الله شيئا فالله وحده يحفظ الودائع
واردفت وهى تنظر الى السماء
الذين احبوا بعضهم فيه ونظروا الى بعضهم فى مرأته الذين افرشوه اسرارهم واسلموه اختيارهم فأصبح مرادهم مراده هؤلاء أهله الذين هم اليه وليسوا للتراب
وقالت وهى مازالت على شرودها تنظر اليه واين نحن من هؤلاء
قال وهو مايزال ينظر الى السماء الممدودة
الكل يدعى انه من هؤلاء ولكن الزمن وحده هو الذى يكشف صدق الدعوى ولهذا خلق الله الدنيا ليتميز اهل الدعاوى من اهل الحقائق
قالت الا ترى نفسك مخلصا
قال لست من الغرور بحيث اسبق الزمن الى الحكم فما اكثر ما يخُدع الانسان فى نفسه ومااكثر ما يستدرج الى ثقة فىالنفس مبالغ فيها ثم يأتى الزمن فيكذبه على لسانه
وشرد قليلا ثم اردف يقول
الاخلاص هو اخفى الخفايا وهو سر لا يكاد يطلع عليه الا الله ونحن نأتى به الى الدنيا او نأتى بدونه ولا يعلم سرنا الا خالقنا
قالت ويدها ترتجف
انى خائفة
قال وهو يمشى الهوينا
انا اعيش فى هذا الخوف انه الخوف الجميل الخوف من ان يظهر المكتوم فاذا به على غير ما نرضى وعلى غير ما نحب وهو خوف يدفع كلا منا الى احسان العمل وهو خوف لا يوجد الا عند الاتقياء لانه يحمى اصحابه من الغرور الم يقل ابو بكر ما زلت ابيت على الخوف واصحو على الخوف حتى لو رأيت احدى قدمى تدخل الجنة فانى اظل خائفا حتى ارى الثانية تدخل فلا يأمن مكر الله الا القوم الضالون
قالت ولماذا يمكر الله بينا
قال مكر الله ليس كمكرنا فنحن نمكر لنخفى الحقيقة اما الله فيمكر ليظهرها وهو يمكر بالمدعى حتى يظهره على حقيقه نفسه فهو خير الماكرين
قالت الا توجد راحة
قال ليس دون المنتهى راحة
قالت ومتى نبلغ المنتهى
قال عنده هو اليس هو القائل ( وان الى ربك المنتهى)
مقالة للدكتور مصطفى محمود
5 comments:
انا باعتذر عن صغر حم الكتابة لكن حاولت كتير اكبره للاسف بلوجر فيه مشكلة مش بيكبر الخط
اعتذر مرة اخرى
اللي الخط حيضايقه زي حالاتي يدوس ctrl+
الخط حيكبر ويبقى عال العال
اختيار جميل يا رفقة عمر
تسلم يداك
ماما نور
اهلا بحضرتك
اخيرا عرفت المشكلة فين المشكلة فى جوجل كروم
لانى جربت اظبط الموضوع من الاكسبلورار الحمدلله اظبط وكمان لونت الخط
كان الجوجل كروم رافض يعمل كل دة
بيسعدنى دايما مرور حضرتك
ربنا مش يحرمنى من زيارتك الكريمة
حلوة يا رفقتى
كما تعودنا منك
منورة يامونتى ياغالية
وحشتنى طالتك الجميلة
Post a Comment