وسقط صاحب بغداد

شا هدت فى احدى القنوات الفضائيه مشهد ضايقنى كتيرا جدا انا دايما بغداد فى خيالى البلد الساحرة بلد الف ليله وليله وعلاء الدين والسندباد وكل حاجه كانت تاخدنى لعالم الاحلام الساحر وجدت فى هذا البرنامج تقرير عن الاثار الاسلاميه فى العراق شاهدت تمثال ابى جعفر المنصور مهدم بيد الاحتلال طبعا انتم عارفين مين ابى جعفر المنصور او ل خليفه عباسى وهو الذى انشأ مدينه بغداد وطبعا معظم الاثار الاسلاميه والتى تظهر حضارة وامجاد المسلمين معظمها دمرت بشكل يدل على حقد وغل لدى الغرب انا لا ادافع عن تماثيل ولكنى ادافع عن رمز لعصور القوة للاسلام عندما قامت طالبان بتدمير تما ثيل بوذا قامت الدنيا ولم تقعد ومن ضمنها الدول العربيه ومنها مصر واعلنوا الحرب على طالبان لانها تدمر الحضارة الانسانيه وانهم غوغاء ورعاع وارهابيين اين العالم الان اين منظمه اليونسكو لماذا لم ينتفض لانقاذ الاثار الاسلاميه هناك . كنت سمعت ايام حرب العراق ان اليهود كل غرضهم من حرب العراق انها ترجع لعصور الجاهليه انتقاما لاجدادهم الذين طردهم الاشوريين من العراق وطبعا تم ذلك بمنتهى السهوله تحت مرأى ومسمع العالم وبمباركه امريكا طبعا وهذا يعتبر اقل شئ حدث فى العراق هناك ضحايا اخريين لا يشعر بهم احد هم اطفال العراق الذين اصبحوا يتمنوا الموت على ان يعيشوا مشوهين او يعيشوا فى قلق مستمر على حياتهم لماذا حاكموا صدام وتركوا هؤلاء السفاحين مصاصى الدماء يقتلون الناس كل يوم بالالاف ولا احد يتكلم او يعترض حتى انتم ايها المدونون انتم يا صوت الضمير ليه نسيتم فلسطين الجريح والعراق الحزين انشغلتم بفرح جمال وهل هايرث الحكم ام لا اولا هل تتدخلتم فى اقدار الله الحاكم هذا من الاقدار اتعتقدون ان ممكن لجمال ان يضمن عمرة غدا او بعد غد اذا لم يكن الحكم بشرع الله فكل من يحكمنا جمال لا اختلاف ايه الفرق بينه وبين غيره ممن يلهثون وارء الحكم كلهم سواء سواء من رفع شعار الاسلام او رفع شعار الديمقراطيه الحكم يسعى اليك لا تسعى اليه انت لان الحكم فتنه عظيمه لا يستطيع تحملها احد فمن يطلبها فهو منافق ويريد مصالحه الشخصيه فقط نسيتم قضايا المسلمين نسيتم اننا كلنا مسئولون امام الله عنهم هما يعانون وحدهم يذبحون كل يوم ونحن هنا منعمون مرفهون نجلس امام النت بالساعات او الفضائيات وكل اللى بنقوله ياعينى ربنا معاهم لاتنشغلوا عن القضيه الاساسيه بقضايا فرعيه نحن جميعا فى خطر ولا يبعد الخطر عنا سيدبر لينا سيناريو كما دبر لفلسيطين والعراق وافغانستان ولبنان اذا لم نستعد لذلك هانكون كالعراق بل اشد ولا يعانى من هذه الحروب الا الاطفال الا تخافون على اطفالكم حفظهم الله من كل سؤ ولاطفال العراق لم اجد غير هذه القصيدة المعبره لفاروق جويدة

مادام يحكمنا الجنون‏..سنرى كلاب الصيد تلتهم الأجنة في البطون

سنرى حقول القمح ألغاماً وضوء الصبح ناراً في العيون

سنرى الصغار على المشانق في صلاة الفجر جهراً يصلبون
وحين يحكمنا الجنون لا زهرة بيضاء تشرق فوق أشلاء الغصون
لا فرحة في عين طفل نام في صدر حنون لا دين‏..‏ لا إيمان‏..‏ لا حق ولا عرض مصون

وتهون أقدار الشعوب وكل شيء قد يهون مادام يحكمنا الجنون

أطفال بغداد الحزينة يسألون عن أي ذنب يقتلون يترنحون على شظايا الجوع يقتسمون خط الموت‏..‏ ثم يودعون

شبح‏ "الهنود الحمر"‏ يظهر في صقيع بلادناويصيح فينا الطامعون‏...من كل صوب قادمون

من كل جنس يزحفون .. تبدو شوارعنا بلون الدم والكهان في خمر الندامة غارقون

تبدو قلوب الناس أشباحاًويغدو الحلم طيفا عاجزاًبين المهانة‏..‏ والظنون

هذي كلاب الصيد فوق رؤوسنا تعوي ونحن إلى المهالك مسرعون

أطفال بغداد الحزينةفي الشوارع يصرخون جيش التتاريدق أبواب المدينة كالوباء

ويزحف الطاعون أحفاد "هولاكو"على جثث الصغار يزمجرون

جثث الهنود الحمر تطفوفوق أعمدة الكنائس والثرى يغلي ....صراخ الناس يقتحم السكون

أنهار دم فوق أجنحة الطيور الجارحات مخالب سوداء تنفذ في العيون

مازال دجلة يذكر الأيام‏..والماضي البعيد يطل من خلف القرون

عبر الغزاة هنا كثيرا‏ً..‏ ثم راحواأين راح العابرون‏هذي مدينتنا‏..‏ وكم باغ أتى ذهب الجميع ونحن فيها صامدون

سيموت "هولاكو"ويعود أطفال العراق أمام دجلة يرقصون لسنا الهنود الحمرحتى تنصبوا فينا المشانق

في كل شبر من ثرى بغدادنهر‏..‏ أو نخيل‏..‏ أو حدائق وإذا أردتم سوف نجعلها بنادق

سنحارب الطاغوت فوق الأرض بين الماء‏..‏ في صمت الخنادق إنا كرهنا الموت لكن في سبيل الله نشعلها حرائق

ستظل في كل العصور وإن كرهتم أمة الإسلام من خير الخلائق

أطفال بغداد الحزينة يرفعون الآن رايات الغضب بغداد في أيدي الجبابرة الكبار

تضيع منا‏..‏ تغتصب أين العروبة‏..‏ والسيوف البيض والخيل الضواري

‏والمآثر‏.. ‏والنسب أين الشعوب وأين كهان العرب في معبد الطغيان يبتهل الجميع ولا ترى غير العجب

البعض منهم قد شجبوالبعض في خزي هرب وهناك من خلع الثياب لكل جواد وهب

في ساحة الشيطان نقرأ ‏"‏" الدولار يسعى الناس أفواجاًإلى مسرى الغنائم والذهب

والناس تسأل عن بقايا أمة تدعى"‏العرب"‏كانت تعيش من المحيط إلى الخليج

ولم يعد في الكون شيء من مآثر أهلهاولكل مأساة سبب

باعوا الخيول‏..وقايضوا الفرسان في سوق الخطب فليسقط التاريخ‏ولتحيا الخطب

أطفال بغداد الحزينة يصرخون يأتي إلينا الموت في لبن الصغاريأتي إلينا الموت في اللعب الصغيرة

في الحدائق‏..‏ في الأغاني في المطاعم‏..‏ في الغبارتتساقط الجدران فوق مواكب التاريخ

لا يبقى لنا منها‏‏ جدار...عار على زمن الحضارة أي عار

من خلف آلاف الحدوديطل صاروخ لقيط الوجه‏..لم يعرف له أبداً مدارويصيح فينا‏:أين أسلحة الدمار

‏هل بعد موت الضحكة العذراء فينا سوف يأتينا النهار الطائرات تسد عين الشمس

والأحلام في دمنا انتحارفبأي حق تهدمون بيوتناوبأي قانون تدمر ألف مئذنة

‏ وتنفث سيل نار..تمضي بنا الأيام في بغدادمن جوع‏..‏ إلى جوع ومن ظمأ‏..‏ إلى ظمأ ووجه الكون جوع

‏ أو حصاريا سيد البيت الكبيرفي وجهك الكذاب تخفي ألف وجه مستعارنحن البداية في الرواية‏..ثم يرتفع الستار

هذي المهازل لن تكون نهاية المشوارهل صار تجويع الشعوب وسام عز وافتخار

‏هل صار قتل الناس في الصلوات ملهاة الكبار‏هل صار قتل الأبرياءشعار مجد‏ وانتصار

أم أن حق الناس في أيامكم نهب‏..‏ وذل‏..‏ وانكسارالموت يسكن كل شيء حولناويطارد الأطفال من دار‏.. ‏لدار

مازلت تسأل‏:أين أسلحة الدمار ‏أطفال بغداد الحزينةفي المدارس يلعبون

كرة هنا‏..‏ كرة هناك طفل هنا‏..‏ طفل هناك قلم هنا‏..‏ قلم هناك لغم هنا‏...‏ موت‏..‏ هلاك

بين الشظايازهرة الصبار تبكي والصغار على الملاعب يسقطون بالأمس كانواكالحمائم في الفضاء يحلقون

في الكوفة الغراءعطر من عبير المصطفى فجر أضاء الكون يوماً لا استكان ولا غفا

يا آل بيت محمد‏..كم حن قلبي للحسين‏.. ‏وكم هفا غابت شموس الحق والعدل اختفى

مهما وفى الشرفاء في أيامنا زمن‏"‏النذالة‏" ما وفى..‏مهما صفا العقلاء في أوطاننا بئر الخيانة ما صفا

بغداد يا بلد الرشيديا قلعة التاريخ والزمن المجيد بين ارتحال الليل والصبح المجنح لحظت ان نموت عيد

ما بين أشلاء الشهيد يهتز عرش الكون في صوت الوليد ما بين ليل قد رحل ينساب صبح بالأمل

لا تجزعي بلد الرشيد لكل طاغية‏.اجل.

العيد‏..‏دمع جامد يخفيه في الأحداق عن صورة الأب الذي قد غاب يوما

‏ لم يعدوانساب.. مثل الضوء في الأعماق يتعانق الطفل الصغير مع التراب يطول بينهما العناق

خيط من الدم الغزيريسيل من فمه يذوب الصوت في دمه المراق تخبو الملامح

‏ كل شيء في الوجوديصيح في ألم‏:‏ فراق والطفل يهمس في أسى‏:أشتاق يا بغداد تمرك في فمي

من قال إن النفط أغلى من دمي ‏بغداد لا تتألمي مهما تعالت صيحة البهتان في الزمن العمي

فهناك في الأفق البعيد صهيل فجر قادم في الأفق يبدو سرب أحلام يعانق أنجمي

ما تواري الحلم عن عينيك قومي‏..‏ واحلمي ولتنثري في ماء دجلة أعظمي

فالصبح سوف يطل يوماًفي مواكب مأتمي من جنون الموت بغداد لا تستسلمى بغداد لا تستسلمي

من قال إن النفط أغلي من دمي
لا حول ولا قوة الابالله وا اسفاه ماحل بك يابغدادولكن كلِ امل بان الصبح سوف يطل على ارضها السوداء يوما ما

الصور من مدونه صوت العراق